القرآن الكريم » تفسير ابن كثر » سورة الشورى
كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) (الشورى) 

قَوْله عَزَّ وَجَلَّ " كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْك وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلك اللَّه الْعَزِيز الْحَكِيم " أَيْ كَمَا أَنْزَلَ إِلَيْك هَذَا الْقُرْآن كَذَلِكَ أَنْزَلَ الْكُتُب وَالصُّحُف عَلَى الْأَنْبِيَاء قَبْلك . وَقَوْله تَعَالَى " اللَّه الْعَزِيز " أَيْ فِي اِنْتِقَامه " الْحَكِيم " فِي أَقْوَاله وَأَفْعَاله . قَالَ الْإِمَام مَالِك رَحِمَهُ اللَّه عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ إِنَّ الْحَارِث بْن هِشَام سَأَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه كَيْف يَأْتِيك الْوَحْي ؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْل صَلْصَلَة الْجَرَس وَهُوَ أَشَدّه عَلَيَّ فَيَفْصِم عَنِّي وَقَدْ وَعَيْت مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَأْتِينِي الْمَلَك رَجُلًا فَيُكَلِّمنِي فَأَعِي مَا يَقُول " قَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا فَلَقَدْ رَأَيْته يَنْزِل عَلَيْهِ الْوَحْي فِي الْيَوْم الشَّدِيد الْبَرْد فَيَفْصِم عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَتَفَصَّد عَرَقًا . أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَفْظه لِلْبُخَارِيِّ . وَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْإِمَام أَحْمَد عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَامِر بْن صَالِح عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا عَنْ الْحَارِث بْن هِشَام أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْف يَنْزِل عَلَيْك الْوَحْي ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فِي مِثْل صَلْصَلَة الْجَرَس فَيَفْصِم عَنِّي وَقَدْ وَعَيْت مَا قَالَ - وَقَالَ - وَهُوَ أَشَدّه عَلَيَّ قَالَ وَأَحْيَانًا يَأْتِينِي الْمَلَك فَيَتَمَثَّل لِي فَيُكَلِّمنِي فَأَعِي مَا يَقُول " . وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا قُتَيْبَة حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة عَنْ يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب عَنْ عَمْرو بْن الْوَلِيد عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ : سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه هَلْ تُحِسّ بِالْوَحْيِ ؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَسْمَع صَلَاصِل ثُمَّ أَسْكُت عِنْد ذَلِكَ فَمَا مِنْ مَرَّة يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْت أَنَّ نَفْسِي تُقْبَض " تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَد . وَقَدْ ذَكَرْنَا كَيْفِيَّة إِتْيَان الْوَحْي إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّل شَرْح الْبُخَارِيّ بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته هَهُنَا وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة .
كتب عشوائيه
- القطوف الجِياد من حِكَم وأحكام الجهادالقطوف الجِياد من حِكَم وأحكام الجهاد: رسالةٌ تناولت موضوع الجهاد من جوانب عدَّة في ضوء الكتاب والسنة وكلام أهل العلم من السلف الصالح ومن سار على نهجهم من أئمة الملَّة وعلماء الأمة; وقد اجتهدت المؤلف; حفظه الله - ألا يذكر من الأحاديث إلا ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتعويل على أئمة هذا الشأن.
المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر
الناشر : موقع الشيخ عبد الرزاق البدر http://www.al-badr.net
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/316766
- قمع الدجاجلة الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلةقمع الدجاجلة الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة : هذا الكتاب رد على حسن بن فرحان المالكي، في كتابه " قراءة في كتب العقائد ". قدم له: معالي الشيخ العلامة الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله تعالى -.
المؤلف : عبد العزيز بن فيصل الراجحي
الناشر : موقع الإسلام http://www.al-islam.com
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/116945
- ملخص فقه الصوميحتوي ملخص فقه الصوم على أغلب المسائل التي يحتاج إليها الصائم، بالإضافة إلى بعض الأحكام المتعلقة بشهر رمضان، كصلاة التراويح والإعتكاف.
الناشر : موقع الدرر السنية http://www.dorar.net
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/364380
- الوقت أنفاس لا تعودالوقت أنفاس لا تعود: قال المصنف - حفظه الله -: «فإن رأس مال المسلم في هذه الدنيا وقت قصير.. أنفاسٌ محدودة وأيام معدودة.. فمن استثمر تلك اللحظات والساعات في الخير فطوبى له, ومن أضاعها وفرط فيها فقد خسر زمنًا لا يعود إليه أبدًا. وفي هذا العصر الذي تفشى فيه العجز وظهر فيه الميل إلى الدعة والراحة.. جدبٌ في الطاعة وقحطٌ في العبادة وإضاعة للأوقات فيما لا فائدة.. أُقدم هذا الكتاب.. ففيه ملامح عن الوقت وأهميته وكيفية المحافظة عليه وذكر بعض من أهمتهم أعمارهم فأحيوها بالطاعة وعمروها بالعبادة».
المؤلف : عبد الملك القاسم
الناشر : دار القاسم - موقع الكتيبات الإسلامية http://www.ktibat.com
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/229496
- معالم في طريق الاحتساب [ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ]معالم في طريق الاحتساب: فإن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الدين بمكان عظيم، وقد خصَّها الله تعالى في كتابه والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في سنته بمزيد عناية; لعظيم شأنها ورفيع منزلتها. وفي هذه الرسالة معالم يستضيء بها المحتسِب في أمره ونهيه، وفيها أيضًا بيان منزلة الاحتساب، وخطورة تركه أو تنقُّص أهله وغير ذلك. وتلك المعالم مأخوذة من النصوص الشرعية وفقهها من خلال كلام أهل العلم. - والكتاب بتقديم الشيخ العلامة عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل - حفظه الله تعالى -.
المؤلف : عبد العزيز بن محمد السدحان
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/330758